السيّد حسن محسن الأمين العاملي
الشهيد الرابعالسيّد محمّد باقر بن السيّد حيدر بن السيّد إسماعيل الصدر.
ولد في الكاظمية المقدّسة سنة 1353 هـ في 25 ذي القعدة.
من اُسرة اشتهرت بالعلم والتقى والصدارة.
اُعجوبة القرن العشرين، عين الزمان ونادرة الدهر، نشأ يتيماً، ولكنّ الله حباه بعطف اُمّ برّة تقيّة شريفة هي بنت الحجّة الشيخ عبد الحسين آل ياسين.
هو ثاني إخوة ثلاثة، أكبرهم آية الله السيّد إسماعيل الصدر، وثالثهم السيّدة آمنة (بنت الهدى) رفيقة أخيها في الجهاد والشهادة.
درس على أخيه السيّد إسماعيل المبادئ ثمّ درس في النجف على آية الله الشيخ محمّد رضا آل ياسين (خاله) وآية الله العظمى السيّد أبو القاسم الخوئي قدّس الله أسرارهم الزكيّة.
منذ أيام دراسته الاُولى عرف بالنبوغ المبكّر واتّسم حضوره العلمي حتّى في فترة التلمذة بالأصالة والحرية الفكرية.
كان في السادسة عشرة من سنّه يزامل في الدراسة كبار العلماء عند آل ياسين في الكاظمية وفي النجف الأشرف، واُجيز بالاجتهاد في سنّ الثامنة عشرة، ثمّ استقلّ بالدرس والبحث ووصل إلى مرتبة الأساتذة الكبار أصحاب الدرس الخارج في النجف الأشرف ابتداءً من سنة 1378 هـ، وهذا أمر فائق وغير عادي بالنسبة إلى التقاليد الحوزويّة.
وما لبث أن سطع نجمه وبعُد شأوه وطار صيته فأصبح علماً يشار إليه بالبنان.
ويضاف إلى مقامه الشامخ في الفقه والاُصول تضلّعه القويّ وقدمه الراسخ في الفلسفة والاقتصاد، يرفد ذلك كلّه سعة صدر وسموّ خلق وبشاشة إيمانية وروح عالية.
والجدير بالذكر أنّ الشهيد السعيد حقّاً كان صاحب مدرسة في الفقه والاُصول والمفاهيم الإسلامية العامّة، فهو مؤسس مدرسة فكرية إسلامية أصيلة تماماً اتّسمت بالشمول من حيث المشكلات التي عنيتبها وميادين البحث، فكتبه (فلسفتنا) و (الاُسس المنطقية للاستقراء) و (المرسل والرسول والرسالة) عالجت البنى الفكرية العليا للإسلام، في حين أنّ (اقتصادنا) و (البنك اللاربوي في الإسلام) و (الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية) عنيت بطرح التصوّر الإسلامي لمشاكل الإنسان المعاصر.
وأمّا مدرسته الاُصوليّة فيغنيك (الحلقات) وما قرّره تلميذه السيّد محمود الهاشمي دام علاه، وفي الفقه تعليقاته على العروة خير شاهد على ابتكاراته الفقهيّة، ولا تفوتنا الإشارة إلى مجموعة محاضراته حول (التفسير الموضوعي للقرآن) التي طرح فيها منهجاً جديداً في التفسير اتّسم بعبقريّته وأصالته فكان طوداً من العلم شامخاً، علامة زمانه ووحيد عصره.
بعد وفاة آية الله العظمى السيّد محسن الحكيم برزت أهليّته للمرجعيّة وبدأ الأخذ عنه وكثر تلامذته ووكلائه في البلاد، ولولا المنيّة لسادت مرجعيّته في جميع أقطار الشيعة والعالم الإسلامي.
أعيان الشيعة 9: 184، وبغية الراغبين 1: 275.
تعليق