هل طعن الشيعة في النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته؟
قال الكاتب [لله ثم للتاريخ] : وعندما نقرأ في كتبنا المعتبرة نجد فيها عجباً عُجاباً، قد لا يُصَدِّقُ أَحدنا إذا قلنا: إِن كتبنا معاشر الشيعة - تطعنُ بأهل البيت عليهم السلام، وتطعن بالنبي (ص)، وإليك البيان: عن أمير المؤمنين رضي الله عنه أن غفيراً - حمارَ رسول الله (ص) - قال له: بأبي أنت وأُمي - يا رسول الله - إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه: (أنه كان مع نوح في السفينة، فقام إليه نوح فمسح على كفله، ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمارٌ يركبه سيدُ النبيين وخاتمهم، فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار) أصول الكافي 1 /237.وأقول : هذه الرواية ضعيفة السند بالإرسال، مع أن من جملة رواتها سهل بن زياد الآدمي، وقد مرَّ بيان حاله (اضغط هنا).
قال المجلسي في مرآة العقول: ضعيف وآخره مرسل (مرآة العقول 3 /48).
والعجيب من مدَّعي الفقاهة والاجتهاد كيف يحتج بالروايات الضعاف التي لا يميِّزها عن غيرها مع أن الإرسال فيها واضح جلي.
قال الكاتب : هذه الرواية تفيدنا بما يأتي:
1 - الحمار يتكلم!
2 - الحمار يخاطب رسول الله (ص) بقوله فداك أبي وأمي! مع أن المسلمين هم الذين يفدون رسول الله صلوات الله عليه بآبائهم وأمهاتهم لا الحمير.
3 - الحمارِ يقول: (حدثني أبي عن جدي إلى جده الرابع) مع أن بين نوح ومحمد أُلُوفاً من السنين، بينما يقول الحمار ان جده الرابع كان مع نوح في السفينة.
وأقول: بعد معرفة ضعف الرواية فالكلام فيها فضول، ولكن يمكن أن نقول مع ذلك: إنه لا مانع من أن يتكلم الحمار بنحو الإعجاز، كما تكلم الهدهد لسليمان، وهذا لا محذور فيه.
وأما قوله: (فداك أبي وأمي)، فهي من العبارات التي يراد بها الإجلال والتكريم، سواء أكانت صادرة من إنسان أم من حيوان بنحو الإعجاز، فلا محذور فيها لو صدرت من بهيمة.
قال ابن الأثير في كتابه النهاية بعد أن ساق قول من خاطب الله سبحانه بعبارة الفداء: إطلاق هذا اللفظ مع الله تعالى محمول على المجاز والاستعارة، لأنه إنما يُفدَّى من المكاره من تلحقه، فيكون المراد بالفداء التعظيم والإكبار، لأن الإنسان لا يُفدِّي إلا من يُعَظِّمه، فيبذل نفسه له (النهاية في غريب الحديث والأثر 3 /422).
وأما كون الحمار يحدِّث بذلك عن جده الرابع مع أن بين نوح ونبينا (ص) آلاف السنين، فلا محذور فيه إن كان بنحو الإعجاز، فكما طالت أعمار كثير من البشر، فما المانع في إطالة أعمار بعض البهائم؟
ثم إن ما يشبه هذا الحديث موجود في كتب أهل السنة، فقد ذكر ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية) في معجزات النبي (ص) ما يلي:
عن أبي منظور قال: لما فتح الله على نبيه (ص) خيبر أصابه من سهمه أربعة أزواج بغال، وأربعة أزواج خفاف، وعشر أواق ذهب وفضة، وحمار أسود ومكتل، قال: فكلَّم النبي (ص) الحمار فكلَّمه الحمار، فقال له: ما اسمك؟ قال: يزيد بن شهاب، أخرج الله من نسل جدي ستين حماراً، كلهم لم يركبهم إلا نبي، لم يبق من نسل جدي غيري، ولا من الأنبياء غيرك، وقد كنتُ أتوقعك أن تركبني، قد كنت قبلك لرجل يهودي، وكنت أعثر به عمداً، وكان يجيع بطني ويضرب ظهري، فقال النبي (ص): سمَّيتك يعفور، يا يعفور. قال: لبيك. قال: تشتهي الإناث؟ قال: لا. فكان النبي يركبه لحاجته، فإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرجل، فيأتي الباب فيقرعه برأسه، فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه أن أجب رسول الله (ص)، فلما قُبض النبي (ص) جاء إلى بئر كان لأبي الهيثم بن النبهان، فتردَّى فيها فصارت قبره، جزعاً منه على رسول الله (ص) (البداية والنهاية 6 /158. شمائل الرسول، ص 354. الخصائص الكبرى 2 /64).
وهذا الحديث فيه ملاحظات كثيرة لا نرى أهمية في بيانها.
وأحاديث تكلم البهائم مع النبي (ص) في كتب أهل السنة كثيرة، واستيفاؤها يستلزم الإطالة، ولكن لا بأس بنقل بعضها للقارئ العزيز:
منها: ما أخرجه الحاكم في المستدرك، والبيهقي في دلائل النبوة، عن مسند أحمد بن حنبل، بسنده عن أبي سعيد الخدري، قال: عدا الذئب على شاة فأخذها، فطلبه الراعي فانتزعها منه، فأقعى الذئب على ذنبه فقال: ألا تتقي الله؟ تنزع مني رزقاً ساقه الله إلي؟ فقال: يا عجبي ذئب يكلمني كلام الإنس؟! فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ محمد بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق. قال: فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة، فزواها إلى زاوية من زواياها، ثم أتى رسول الله فأخبره، فأمر رسول الله فنودي: (الصلاة جامعة). ثم خرج فقال للراعي: أخبرْهم. فأخبرَهم، فقال رسول الله: صدق والذي نفس محمد بيده، لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس، ويكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده (صحيح ابن حبان 14 /418. مسند أحمد 3 /83. المستدرك 4 /514، ط حيدرآباد 4 /468. دلائل النبوة للبيهقي 6 /41 وصحَّحه. سلسلة الأحاديث الصحيحة 1 /241 ح 122 وقال: هذا سند صحيح، رجاله ثقات).
قال ابن كثير في البداية والنهاية: وهذا إسناد على شرط الصحيح وقد صحَّحه البيهقي (البداية والنهاية 6 /150. شمائل الرسول، ص 339).
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
ومنها: ما أخرجه الحاكم في المستدرك، والبيهقي في دلائل النبوة وغيرهما بسندهما عن يعلى بن مرة، عن أبيه ـ في حديث طويل قال ـ: ثم أتاه [ص] بعير فقام بين يديه، فرأى عينيه تدمعان، فبعث إلى أصحابه، فقال: ما لبعيركم هذا يشكوكم؟ فقالوا: كنا نعمل عليه، فلما كبر وذهب عمله تواعدنا لننحره غداً، فقال رسول الله (ص): لا تنحروه واجعلوه في الإبل يكون معها (المستدرك 2 /674. دلائل النبوة 6 /21).
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة.
ومنها: ما أخرجه السيوطي في الخصائص الكبرى عن الطبراني في الأوسط والصغير، وابن عدي، والحاكم في المعجزات، والبيهقي وأبي نعيم، وابن عساكر عن عمر بن الخطاب أن رسول الله (ص) كان في محفل من أصحابه إذ جاء أعرابي من بني سليم قد صاد ضبًّا، فقال: واللات والعزى لا آمنتُ بك حتى يؤمن بك هذا الضب. فقال رسول الله (ص): مَن أنا يا ضب؟ فقال الضب بلسان عربي مبين يفهمه القوم جميعاً: لبيك وسعديك يا رسول رب العالمين. قال: من تعبد؟ فقال: الذي في السماء عرشه، وفي الأرض سلطانه، وفي البحر سبيله، وفي الجنة رحمته، وفي النار عذابه. قال: فمن أنا؟ قال: أنت رسول رب العالمين، وخاتم النبيين، قد أفلح مَن صدَّقك، وقد خاب مَن كذّبك. فأسلم الأعرابي(الخصائص الكبرى 2 /65. مجمع الزوائد 8 /293. المعجم الصغير 2 /64. شمائل الرسول، ص 351).
إلى غير ذلك مما يطول ذكره، فراجع ما كتبه البيهقي في دلائل النبوة، وابن كثير في البداية والنهاية وشمائل الرسول، والهيثمي في مجمع الزوائد، والسيوطي في الخصائص الكبرى وغيرهم، فستجد روايات كثيرة في كلام النبي (ص) مع البعير، والظبية، والضب، والذئاب، والوحش، والحُمَّرة التي فُجعت ببيضها وفرخيها وغيره(دلائل النبوة 6 /18-44. شمائل الرسول، ص 321-355. البداية والنهاية 6 /141-159. مجمع الزوائد 9/ 3-11 ، 8 /291-294. الخصائص الكبرى 2 /56-65).
ونحن لا نستبعد وقوع مثل هذه الأمور على نحو الإعجاز، ولكن نتعجب ممن يتغافل عن كل هذه الأحاديث، ويعيب الشيعة بحديث ضعيف سنداً ومتناً.
والعجيب أن الكاتب ذكر هذا الحديث للتدليل على أن الشيعة يعيبون النبي (ص) في كتبهم، وأقصى ما في الحديث أن الحمار قال للنبي (ص): (فداك أبي وأمي). وقد أوضحنا فيما مرَّ عدم دلالته على ذلك.
وتعامى عن الأحاديث الكثيرة الصحيحة التي امتلأت بها كتب أهل السنة والتي اشتملت على عيب النبي (ص) ولمزه ونسبة ما لا يليق به إليه.
منها: ما دلَّ على أن النبي (ص) قدَّم لغيره طعاماً ذُبح على الأنصاب:
فقد أخرج البخاري عن سالم أنه سمع عبد الله يحدِّث عن رسول الله (ص) أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بَلْدَح، وذاك قبل أن يُنَزَّل على رسول الله (ص) الوحي، فقدَّم إليه رسول الله (ص) سُفرة فيها لحم، فأبى أن يأكل منها، وقال: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا مما ذُكر اسم الله عليه(1).
ومنها: ما دلَّ على أن النبي (ص) هَمَّ بالصلاة جُنُباً:
فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة، أنه قال: أُقيمت الصلاة وعُدّلت الصفوف قياماً، فخرج إلينا رسول الله (ص)، فلما قام في مصلاه ذكر أنه جُنُب، فقال لنا: مكانَكم. ثم رجع فاغتسل، ثم خرج إلينا ورأسه يقطر، فكبَّر فصلّينا معه (2).
وأخرج أبو داود والبيهقي في سننهما، وابن حبان في صحيحه، وأحمد في مسنده وغيرهم عن أبي بكرة أن رسول الله (ص) دخل في صلاة الفجر، فأومأ بيده أنْ مكانَكم. ثم جاء ورأسه يقطر، فصلّى بهم (3).
وفي مسند أحمد بسندهعن أبي بكرة أن رسول الله (ص) استفتح الصلاة فكبَّر، ثم أومأ إليهم أنْ مكانكم. ثم دخل فخرج ورأسه يقطر، فصلى بهم، فلما قضى الصلاة قال: إنما أنا بشر، وإني كنت جنباً (4).
ومنها: ما دل على أن النبي (ص) كان يغضب ويسب ويلعن بغير حق:
فقد أخرج مسلم وغيره عن عائشة، قالت: دخل على رسول الله (ص) رجلان فكلّماه بشيء لا أدري ما هو، فأغضباه فلعنهما وسبَّهما، فلما خرجا قلت: يا رسول الله مَن أصاب من الخير شيئاً ما أصابه هذان. قال: وما ذاك؟ قالت: قلت: لعنتَهما وسببتَهما. قال: أوَما علمتِ ما شارطتُ عليه ربي؟ قلت: اللهم إنما أنا بَشَر، فأي المسلمين لعنتُه أو سببتُه فاجعله له زكاة وأجراً (5).
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (ص): اللهم إنما أنا بشَر، فأيما رجل من المسلمين سببتُه أو لعنتُه أو جلدتُه فاجعلها له زكاة ورحمة (6).
ومنها: ما دلَّ على أن النبي يبول قائماً:
فقد أخرج البخاري ومسلم عن حذيفة، قال: أتى النبي (ص) سباطة قوم فبال قائماً، ثم دعا بماء، فجئته بماء فتوضأ (7).
(1) صحيح البخاري 7 /118، ط محققة 4 /1770. مسند أحمد 2 /68، 89، 127. السنن الكبرى للبيهقي 9 /249. السنن الكبرى للنسائي 5 /55. المعجم الكبير للطبراني 12 /298. الطبقات الكبرى لابن سعد 3 /380.
(2) صحيح البخاري 1 /74، 155، ط محققة 1 /107، 205. صحيح مسلم 1 /422 ـ 423. صحيح ابن خزيمة 3 /62. صحيح ابن حبان 6 /7. سنن أبي داود 1 /61. صحيح سنن أبي داود 1 /46. سنن النسائي 2 /81، 89، ط محققة 2 /416، 423. صحيح سنن النسائي 1 /171، 175. السنن الكبرى للبيهقي 2 /398. مسند أحمد 2 /518. مسند أبي عوانة 1 /370، 371.
(3) سنن أبي داود 1 /60. صحيح سنن أبي داود 1 /45. صحيح ابن حبان 6 /5. مسند أحمد 5 /45.
السنن الصغرى للبيهقي 1 /178. السنن الكبرى له 2 /397.
(4) مسند أحمد 5 /41.
(5) صحيح مسلم 3 /2007. مسند إسحاق بن راهويه 3 /819. السنن الكبرى للبيهقي 7 /61. المصنف لابن أبي شيبة 6 /72.
(6) صحيح مسلم 4 /2007. المصنف لابن أبي شيبة 6 /72. وراجع صحيح البخاري 8/96، ط محققة 4 /1999. كتاب الدعوات، باب قول النبي (ص) : من آذيته فاجعله له زكاة ورحمة.
(7) صحيح البخاري 1 /64، 3 /177، ط محققة 1 /93، 2 /742. صحيح مسلم 1 /228. صحيح ابن خزيمة 1 /35. صحيح ابن حبان 4 /272-279. سنن النسائي 1 /30. صحيح سنن النسائي 1 /7، 8. سنن ابن ماجة 1 /111، 112. صحيح سنن ابن ماجة 1 /56. سنن الترمذي 1 /19. سنن أبي داود 1 /6. صحيح سنن أبي داود 1 /8. سنن الدارمي 1 /181. مسند أحمد 5 /382، 394، 402. المصنف لعبد الرزاق 1 /152. المصنف لابن أبي شيبة 1 /115. شرح السنة للبغوي 1 /386 وقال: هذا حديث متفق على صحَّته. مسند الحميدي1 /210. السنن الكبرى للبيهقي 1 /100-101، 270، 274. المستدرك للحاكم 1 /182، 185 ط جديدة 1 /290، 295. السنن الكبرى للنسائي 1 /67، 68. المعجم الكبير 17 /179، 20 /405، 406 وغيرها كثير.
ومنها: ما دلَّ على أن النبي أظهر عورته أمام الناس:
فقد أخرج البخاري ومسلم ـ واللفظ له ـ وغيرهما عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله (ص) كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره، فقال له العباس عمُّه: يا ابن أخي، لو حللتَ إزارك فجعلته على منكبك دون الحجارة. قال: فحلَّه فجعله على منكبه، فسقط مغشياً عليه، قال: فما رؤي بعد ذلك اليوم عرياناً (1).
وأخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما، وأحمد وابن حبان وأبو عوانة وغيرهم بأسانيدهم عن جابر بن عبد الله أنه قال: لما بُنِيت الكعبة ذهب النبي (ص) وعباس ينقلان حجارة ، فقال عباس للنبي (ص): اجعل إزارك على عاتقك من الحجارة. ففعل، فخَرَّ إلى الأرض، وطمحتْ عيناه إلى السماء، ثم قام فقال: إزاري إزاري. فشدَّ عليه إزاره (2).
ومنها: ما دلَّ على أن النبي (ص) يسمع الغناء:
فقد أخرج البخاري ومسلم عن عائشة: أن أبا بكر رض.. دخل عليها وعندها جاريتان تغنيان في أيام منى، تدفِّفان وتضربان والنبي (ص) مُتَغَشٍّ بثوبه، فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي (ص) عن وجهه فقال: دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد. وتلك الأيام أيام منى (3).
ومنها: ما دلَّ على أن النبي في رأسه قمل، وتفليه امرأة أجنبية:
فقد أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أنس، قال: كان رسول الله (ص) يدخل على أم حَرَام بنت مِلحان فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول الله (ص) فأطعمته وجعلت تفلي رأسه...(4)
ومنها: ما دلَّ على أن النبي لا يغسل ثيابه من المني:
فقد أخرج مسلم وغيره عن عائشة في المني قالت: كنت أفركه من ثوب رسول الله (ص) (5).
وفي رواية أخرى، قالت: لقد رأيتني وإني لأحكُّه من ثوب رسول الله يابساً بظفري (6).
وفي رواية ثالثة، قالت: ثم كنت أفرك المني من ثوب رسول الله (ص) فيصلي فيه (7).
(1) صحيح البخاري 5 /51، ط محققة 1 /136. صحيح مسلم 1 /268. مسند أحمد 3/310، 333. مسند أبي عوانة 1/237. السنن الكبرى للبيهقي 2 /227. مسند أبي يعلى 2 /346. حلية الأولياء 3 /349. شعب الإيمان 6 /151.
(2) صحيح البخاري 3 /1171. صحيح مسلم 1 /268. صحيح ابن حبان 4 /481، 51/527. مسند أحمد 3 /295، 380. مسند أبي عوانة 1 /237. المصنف لعبد الرزاق 1/220.
(3) صحيح البخاري 2 /20، كتاب العيدين، باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين، وراجع أيضاً باب الحراب والدرق يوم العيد، وباب سنة العيدين لأهل الإسلام، 4 /225، ط محققة 1 /295، 285، 286، 3 /1096. صحيح مسلم 2 /607-609. صحيح ابن حبان 13 /186-189. سنن النسائي 3 /216، 218. صحيح سنن النسائي 1 /349. السنن الكبرى للبيهقي 10 /218. السنن الكبرى للنسائي 5 /309.
(4) صحيح البخاري 4 /19، ط محققة 2 /863، 4 /2192. صحيح مسلم 3 /1518. صحيح ابن حبان 15 /51. الموطأ، ص 237. سنن الترمذي 4 /178 قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. سنن أبي داود 3 /6. صحيح سنن أبي داود 2 /472. مسند أبي عوانة 4 /494. السنن الكبرى للبيهقي 9 /165. السنن الكبرى للنسائي 3 /27. سنن النسائي 6 /347. صحيح سنن النسائي 2 /667. الأدب المفرد، ص 257. حلية الأولياء 2 /61.
(5) صحيح مسلم 1 /240. سنن النسائي 1/172. صحيح سنن النسائي 1 /61.
(6) صحيح مسلم 1 /240.
(7) صحيح مسلم 1 /238. سنن أبي داود 1/101. صحيح سنن أبي داود 1 /75. صحيح ابن حبان 4 /217.
السنن الكبرى للبيهقي 2 /417. مسند الشافعي، ص 345.
قال ابن حجر في تلخيص الحبير: حديث عائشة: (كنت أفرك المني من ثوب رسول الله (ص) فركاً فيصلي فيه) متفق عليه من حديثها، واللفظ لمسلم، ولم يخرج البخاري مقصود الباب، ولأبي داود: (ثم يصلي فيه)، وللترمذي: (ربما فركته من ثوب رسول الله (ص) بأصابعي)، وفي رواية لمسلم: (وإني لأحكه من ثوب رسول الله (ص) يابساً بظفري).
قوله: (وروي أنها كانت تفركه وهو في الصلاة) ابن خزيمة والدارقطني والبيهقي وابن الجوزي من حديث محارب بن دثار عن عائشة قالت: (ربما حتتُّه من ثوب رسول الله (ص) وهو يصلي).
لفظ الدارقطني ولفظ ابن خزيمة: أنها كانت تحت المني من ثوب رسول الله (ص) وهو يصلي. ولابن حبان أيضاً من حديث الأسود بن يزيد عن عائشة قالت: لقد رأيتني أفرك المني من ثوب رسول الله (ص) وهو يصلي (1).
ومنها: ما دلَّ على أن النبي كلما أبطأ عنه الوحي عزم على قتل نفسه:
فقد أخرج البخاري وأحمد وغيرهما، عن عائشة ـ في حديث طويل ـ قالت: وفَتَر الوحي فترة حتى حزن النبي (ص) فيما بلَغَنا حزناً غدا منه مراراً كي يتردَّى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذِروة جبل لكي يلقي نفسه تبدَّى له جبريل، فقال: يا محمد، إنك رسول الله حقاً. فيسكن لذلك جأشه، وتقر عينه فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدَّى له جبريل فقال مثل ذلك (2).
هذا غيض من فيض، ولو أردنا أن نستقصي ما روي في كتب أهل السنة من أمثال هذه الأحاديث الباطلة لطال بنا المقام، ولخرجنا بذلك عن موضوع الكتاب، إلا أن فيما ذكرناه غنىً وكفاية (3).
(1) تلخيص الحبير 1 /32.
(2) صحيح البخاري 9 /38، ط محققة 4 /2185. صحيح ابن حبان 1 /216. مسند أحمد 6/233. تفسير القرآن العظيم 4 /527. المصنف لعبد الرزاق 5 /216.
(3) للاطّلاع على المزيد من أمثال هذه الأحاديث راجع كتاب (أبو هريرة) للسيد عبد الحسين شرف الدين رضوان الله عليه، وكتاب (تأملات في الصحيحين) لمحمد صادق نجمي، وكتاب (فاسألوا أهل الذكر) للدكتور محمد التيجاني السماوي.
لله وللحقيقة ج1 ص 93 - 102
الشيخ علي آل محسن
تعليق